رأي/قطعة فكاهة: لقد نشأ الكثير من الجدل حول مسألة كيفية تغيير الوسائط الرقمية لأساسيات الاتصال. من المؤكد أن المنصات الرقمية تجعل من السهل والسريع الوصول إلى جمهور كبير في لحظة، ولكن هل استنزفت الرسائل النصية والتغريدات والفيسبوك كل الدقة والفروق الدقيقة في اتصالاتنا؟ ويبدو أن هذه القضية لا تزال ساخنة بعد أكثر من ألفي عام من الآن. اقرأ هذا المقتطف من ورقة علمية من 44ذ القرن لنرى كيف ستتعامل ذريتنا البعيدة مع هذه القضية الشائكة.
عادات التواصل اللفظي والجسدي في عالم ما قبل الرقمي: 10.000 قبل الميلاد – 2002 م
أطروحة شرف في التاريخ، جامعة ييل، ربيع، 4359
إن عبارة "الظهور هو نصف المعركة" تظهر بكثرة في أدبيات ما قبل العصر الرقمي. باستخدام الأدلة السياقية والأساليب النقدية المنقحة، يمكن تحديد أن هذا القول المأثور يشير إلى وجود علاقة بين الوجود الجسدي للفرد في مكان معين والقدرة على إبراز جو من الكفاءة وكسب احترام الآخرين. ينبع هذا الاعتقاد الشائع بعصر ما قبل العصر الرقمي من عادات الاتصال في ذلك الوقت.
يؤكد العلماء أنه قبل ظهور الهواتف الذكية البدائية في أوائل القرن الحادي والعشرينشارع في القرن العشرين، قام العديد من البشر في عصر ما قبل العصر الرقمي بمعظم اتصالاتهم بينما كانوا يشغلون نفس المساحة جسديًا. سوف يتواصلون بالعين، ويشكلون جملًا كاملة، ويضعون جمل الآخرين في الاعتبار لمدة تصل إلى 3-5 ثوانٍ من أجل تكوين الإجابات.
وكان الإنسان الأول أيضًا ماهرًا جدًا في ما كان يُعرف باسم "التواصل غير اللفظي". قبل ظهور الرموز التعبيرية، يقال إن البشر كانوا قادرين على تشكيل تعبيرات الوجه الخاصة بهم للتعبير عن السعادة والحزن والحيرة والارتباك - وحتى الإعجاب والحب. ومن اللافت للنظر أنهم يمكن أن يحبوا الأشياء دون "الإعجاب" بها. يمكنهم الحفاظ على الصداقات والعلاقات الرومانسية دون أن يكونوا "أصدقاء" أو "في علاقة".
وقد اقترح أيضًا أنه قبل انتشار الهواتف المزودة بكاميرات في كل مكان، كان لدى البشر قبل العصر الرقمي أجهزة تصوير أشاروا إليها ببساطة باسم "الكاميرات". سيحتفظون باستخدام هذه الكاميرات في المناسبات الخاصة، مثل حفلات أعياد الميلاد أو التخرج أو الإجازات، ويصورون فقط الموضوعات ذات الأهمية الخاصة. هناك أدلة على أن البشرية تطورت في هذا الصدد مع فجر العصر الرقمي، حيث بدأت ألبومات الصور التي تحمل عناوين مثل "friday at jess's" و"my cat" في الظهور على الإنترنت بأعداد كبيرة.
على الرغم من أن أساليب أسلافنا القدماء تبدو قديمة بشكل مستحيل، لا يسع المرء إلا أن يتساءل عما إذا كانت بعض القيمة قد فقدت عندما حظر المستشار العالمي للأسياد الرقميين التواصل شخصيا في عام 2486. ومع المخاطرة بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة في السجن الرقمي، أطرح ما يلي: لقد فقدنا طريقنا كنوع؟ ما الذي يمكن اكتسابه من خلال التواصل بطريقة أسلافنا ما قبل العصر الرقمي؟ هل تعرف كيف تتهجى أقحوان بدون التصحيح التلقائي؟ هل كانت رائحة الزهور الحقيقية أفضل من زهور HiDef الرقمية التي حلت محلها؟
بقلم شون رايان – مقال رأي